فيروس كرونا يقلق الحجيج

فيروس كرونا يقلق الحجيج

أدى الإعلان عن وفاة مواطنين سعوديين اثنين بفيروس كرونا قبيل انطلاقة موسم الحج إلى انتشار حالة من القلق لدى الراغبين في أداء الحج هذا العام، وعزز القلق الإعلان أمس عن إصابة مواطن قطري بالفيروس نفسه لدى أدائه العمرة مؤخرا، الأمر الذي استدعى إصدار تطمينات من وزارة الصحة السعودية والقطرية تهون من خطورة "الفيروس"، بل وإعلان منظمة الصحة العالمية أنها لن تسمح تحت أي ظرف من الظروف بأن تجعل الحجاج المسلمين عرضة للخطر.
ما بين تطمينات الهيئات الصحية وقلق البعض من الفيروس الجديد، يترقب العالم الإسلامي ولا سيما الراغبين في أداء حج هذا العام أنباء الفيروس الجديد، على أمل أن تحمل لهم الأيام القادمة ما قد ينهي قلقهم ويريح بالهم.
وأسفر فيروس "كرونا" عن وفاة سعوديين اثنين خلال الشهور الثلاثة الماضية وإصابة مواطن قطري خلال أدائه العمرة ، بحالة صحية حرجة نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات لندن حيث لا يزال يتلقى العلاج.
وفيما طمأنت وزارة الصحة السعودية الجميع مؤكدة "إن فيروس كرونا معروف ومعظم المصابين به يتماثلون للشفاء ولله الحمد بعد تقديم علاج مساند وبسيط دون مضاعفات"، أكدد. محمد بن حمد آل ثاني مدير إدارة الصحة العامة في المجلس الأعلى للصحة  أن الضجة الإعلامية حول المرض ليس لأنه خطير، ولكن لأنه فيروس جديد.

وأكدت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارجريت تشان، اليوم الثلاثاء، أن منظمة الصحة العالمية تتابع عن كثب الحالات المبلغ عنها؛ لتفشي فيروس الـ" كرونا" في المملكة العربية السعودية، وأنها لن تسمح تحت أي ظرف من الظروف بأن تجعل الحجاج المسلمين في مكة والمدينة عرضة للخطر.
ونفت أن تكون منظمة الصحة العالمية قد أوصت بفرض أي قيود على السفر إلى المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي.بحسب وكالة انباء الشرق الأوسط.
وقالت في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة: "إن هناك حالتي إصابة بفيروس الكرونا، الذي يؤدي إلى التهاب رئوي حاد وفشل كلوي، وما زالت نتائج الاختبارات معلقة بالنسبة لحالة شخص ثالث، وكما هو الحال مع أي فيروس جديد، فإن ذلك يشكل مصدرًا للقلق بالنسبة لنا، ونحن نراقب ذلك عن كثب".
وكانت وزارة الصحة السعودية قد أصدرت بياناً السبت الماضي أعلنت فيه اكتشاف الفيروس الجديد، وبينت أنه: "مع تسارع التغيرات المناخية ودخول موسم الحج والعمرة فإنه تم تشخيص نمط نادر من فيروس الكرونا أحد فيروسات الأنفلونزا الموسمية المعروفة حيث تم تشخيص ثلاث حالات مصابة بهذا الفيروس"، من بينهم اثنيا توفيا في السعودية.
وطمأنت الوزارة المواطنين والمقيمين بأن "إن فيروس كرونا معروف ومعظم المصابين به يتماثلون للشفاء ولله الحمد بعد تقديم علاج مساند وبسيط دون مضاعفات"، إلا أنها بينت أنه "في حالات نادرة جدا وفي نمط نادر من هذا الفيروس تحدث مضاعفات تصيب الجهاز التنفسي والكلى وقد تؤدي لا سمح الله إلى الوفاة خصوصا لكبار السن ومن لديهم أمراض قلبية وصدرية مزمنة ونقص المناعة" .
وفي سياق التطمينات نفسها، وصف وكيل وزارة الصحة للصحة العامة بالسعودية الدكتور زياد ميمش في تصريح لجريدة "الرياض " ظهور النمط النادر من فيروس الكرونا بأنه "عابر " ولا يدعو للقلق ولم تسجل إلا حالات قليله جداً.
وبين أن 15% من الفيروس المسبب لنزلة البرد هو من فيروس الكرونا وأعراضها بسيطة تتمثل في ألم واحتقان بالحلق وارتفاع بالحرارة وتستمر لعدة ايام قليلة وتختفي. وأضاف : " اما نمط الفيروس الجديد من الكرونا هو نادر جدا, وفيروس متحور جديد وهو اشد ضراوة ويصيب الاشخاص الذين يعانون من امراض قلبية وصدرية مزمنة او نقص بالمناعة او كبار بالسن ويصبح لهم مضاعفات التهاب صدري وفشل كلوي وفي حالات تؤدي للوفاة .
ودعا الدكتور ميمش الى اخذ الحيطة في اماكن التجمعات وغسل اليدين بالماء والصابون وتعقيم اليدين بالكحول وهذه امور كفيلة تمنع انتقال الفيروس من شخص لآخر اضافة الى لبس الكمامات وتغييرها بصفة دورية.
واستبعد الدكتور ميمش وجود تخوف من الفيروس خلال حج هذا العام، وقال : " لم تسجل حالات كثيرة سوى 3 حالات، فهو غير منتشر، والوضع مستقر، وما تم الاعلان عنه ما هو الا من باب الشفافية, وبث الحرص لدى الناس في تتبع الارشادات الصحية".
واكد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة ان الاستعداد لموسم الحج بدأ منذ وقت مبكر في تطبيق البرامج الوقائية على المنافذ وداخل المشاعر في توفير المراكز الصحية وتوفير الفحوصات اللازمة وتشخيص مثل هذه الامراض ووجود متخصصين بالأمراض المعدية.
بدوره، أكد المتحدث الإعلامي باسم الوزارة خالد مرغلاني في تصريحات لفرانس برس أنه لا توجد أي تعديلات على الاشتراطات التي وضعتها وزارة الصحة في السابق على الحجاج هذا العام.
وأهابت وزارة الصحة السعودية بمن يرغب الحج أو العمرة من داخل المملكة أو خارجها الالتزام بالتطعيمات والإرشادات الصادرة من وزارة الصحة والاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين ولبس الكمامة في الأماكن المزدحمة وتغييرها دورياً .
بدوره أهاب الدكتور محمد بن حمد آل ثاني، مدير الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة خلال مؤتمر صحفي أمس حضرته "بوابة الشرق" بالحجاج من المواطنين والمقيمين بأخذ التطعيمات اللازمة قبيل توجههم لأداء فريضة الحج هذا العام حرصا على سلامتهم.
 وكشف أن المريض القطري الذي أصيب بالتهاب رئوي حاد، هو عبارة عن نمط جديد من فيروس كرونا لم يكتشف الخبراء بعد أسباب انتشاره، ومن الباكر جدا الحديث عن وجود تطعيم خاص ضد انتشاره، إلى أن يستكمل العلماء بمنظمة الصحة العالمية أبحاثهم، لأن الفيروس حديث الاكتشاف، ومن السابق لأوانه الحديث عن مدى خطورته وسرعة انتشاره.
 وشدد الدكتور محمد آل ثاني على أنه لا وجود لحالة ثانية داخل قطر للإصابة بالفيروس الجديد، باستثناء المواطن القطري الذي دخل قطر قادما من الأراضي السعودية، ولم تسجل أي عدوى بالمرض بين أهله أو الأطباء والممرضين الذين أشرفوا على متابعته داخل قطر طيلة شهرين، قبل انتقاله إلى لندن.
قالت منظمة الصحة في بيان عبر نظامها "العالمي للتنبيه والاستجابة" أن الفيروس الجديد ينتمي لعائلة الفيروسات الاكليلية. وعائلة الفيروسات الاكليلية كبيرة وتضم فيروس الانفلونزا وسارس.
وقال البيان "بما أنه فيروس إكليلي جديد فإن منظمة الصحة العالمية بدأت حاليا عملية جمع المزيد من المعلومات لتحديد التداعيات على الصحة العامة."
وظهر سارس في الصين عام 2002 وأودى بحياة نحو 800 شخص في العالم قبل أن يصبح تحت السيطرة.